هل تقبلين بمجهول النسب ......اجيبنى بصراحه

واحد من أهل الغرام

جواد (عبد المنعم عمايري ) ذلك اليتم المعذب كانت مشكلة حياته الكبرى أنه وحيد ورغم نجاحه المادي والمهني .. إلا أن حالته النفسية البائسة دفعته للتوجه إلى العيادة النفسية .. وهناك وجد ملاكه المفقود ( صبا مبارك ) وجد من يسمعه .. ويشعر به ويربت على كتفه .. وجد من أعادت إليه الثقة من جديد .. والأمل في الحياة القاسية ... أحبها وأحبته ..فقد كان جل ما يحتاج إليه إنسانه تسمعه وتتفهم همومه ..... كذلك هي كانت تبحث عمن تجد لديه صدق المشاعر وطيبة القلب ..... ولما حانت ساعة الجد كان على الدكتورة أن تخبر أهلها أصحاب المكانة الاجتماعية .. والجهالة العقلية ..بأن هناك من يريد خطبتها، فكان سؤالهم الأول عن عائلته وعن حسبه ونسبه وكأنهم همهم الأساسي البحث عن اسم عائلة جيد للمصاهرة لا عمن يسعد ابنتهم ويحتويها.

كان على صبا وقتها الوقوف أمام عائلتها لتحاول إقناعهم بأن هذا المسكين لا ذنب له أن ولد يتيما لا يعرف له أبا أو أم أو عائلة يتباهى باسمها ... وهل من فقد حنان أبويه ورعايتهما من الممكن أن يبحث أو يهتم بحسب أو نسب ؟ ؟

ناضل الاثنين من أجل إقناع ذلك الجاهلين ، بإمكانية نجاح الخطبة بقدوم جواد بمفرده .. بأخلاقه وحبه ونجاحه لا بعائلة كبيرة لتشرفهما أمام الأقارب والجيران ... وبعد عدة محاولات وافق الاثنين...

وقتها شعر جواد بأن الدنيا لا تسعه من الفرح ..فأقصى ما كان يحلم به هو أن يعيش جو الأسرة الحميمى الذي حرم منها طيلة حياته ..

إلا أن ظهرت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان ، فأثناء استخراج بعض الأوراق الثبوتية لجواد من أجل إتمام إجراءات الزواج ظهر سرا جديدا وأليما ربما كان هو السبب الذي دفع بجواد إلى عيادتها في البداية ومنعه حبه لها من الإفصاح عنه ....

المشهد كما كان .... السعادة كانت يخيم عليهما بعد إتمام تجهيز أوراق الزواج نزل جواد لإحضار مشروب بارد بينما بقيت صبا في السيارة تنتظر..وأثناء انتظارها دفعها الفضول لمطالعة أوراق حبيبها وزوجها المستقبلي ففتحت ملفه لتجد الصاعقة
الاسم : جواد ..............
اسم الأب : مجهول النسب
اسم الأم : مجهول النسب
تاريخ الميلاد : مجهول
اكتشفت صبا بأن حبيبها ليس يتيما بل لقيطا من أولئك الذين يجب عليهم أن يحيوا ويموتوا وهم يدفعون ثمن خطيئة غيرهما ... عليهم أن يعيشوا ليتحملوا عار من استسلموا لرغباتهما الآثمة .

لم تملك صبا وقتها إلا أن ترك السيارة راكضة تاركة أوراق الملف مفتوحة ...ليدرك جواد ما سيلاقيه من مصير مشئوم .... فالأهل قد عرفوا وكان موقفهما حقيرا واضحا : نحن لا نقبل لابنتنا بواحد مثل هذا
صرخت صبا : وما ذنبه ؟ وما جرمه ؟فكانت الإجابة بسيطة : لا ذنب له ... لكن مجتمعنا لو تقبل الأيتام فلن يتقبل اللقطاء .... وعائلتنا لا يمكنها مصاهرة لقيط ...

وخيرت صبا بينه وبين عائلتها وعملها ... بين أن تكون ظالمة أو أن تنصر مظلوما مقهورا ... فكان الاستسلام لمشيئة المجتمع الظالم

عاد جواد لعيادة صبا مريضا مفجوعا ... توسل إليها بدموعه ألا تتركه ...أخبرها بأن حلمه الوحيد هو أن يكون أبا وأن يلد طفلا يكون حظه أفضل من حظ أبيه .... قال : لماذا لا نكون أسرة وننجب طفلا يكون معلوما للجميع تاريخ ميلاده .... يكون له أبا يرعى وأما تحن .. وأخوة يلعب معها ...
كانت النهاية أنهارا من الدموع شقت طريقها على خديهما ......كانت دموعها تقول : أحبك ولكن ليس باليد حيلة ....

ولا أدري لماذا لم تصمد أكثر في وجه المجتمع الجائر الذي يصر على أن يزيد جراح المجروحين بدلا من أن يضمدها ؟؟؟؟ وأسأل هذه الأسرة المحترمة التي بدلا من تحتضن جوادا وتعوضه عن بعض ما فقده ...وتشعره بأنها قد اشترت رجلا ناجحا .. لماذا أهانته ولفظته ولم تأبى أو تفكر ...لحظة .... إلى أي هاوية دفعت بهذا المسكين .....؟؟؟؟

كانت قصة مميزة من أهل الغرام المسلسل الوحيد الذي أجبرني على متابعته عدة مرات رغم يقيني بنهاياته البائسة الموجعة .... ما زلت اذكر جميع قصصه وحلقاته وربما هذه الحلقة من القلائل إن لم تكن الوحيدة التي رفضت إعادة مشاهدتها رأفة بنفسي ...